عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةمجلة السبلةأحدث الصورالتسجيلدخول
قصة قصيرة  Q7T44325
قصة قصيرة  Oooou-11

 

 قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور القبس
مشرفة
مشرفة
نور القبس


الدولة : سلطنة عمان
عدد المساهمات : 141
نقاط : 240
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 17/08/2011
العمر : 24

قصة قصيرة  Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة    قصة قصيرة  Emptyالثلاثاء أغسطس 13, 2013 7:48 pm

ولد الفرنسي إيف ونشأ في مدينة وهران الجزائرية على ضفاف واجهتها البحرية بين قصائد الملحون، التي ينشدها أبناؤها بمتعة. شعر بأنه صدفة تتقاذفها الأمواج بهدوء على الساحل. تحمله على ظهرها بحنان لتنقله من ضفة إلى ضفة يستكشف عبرها عوالم جديدة وثقافات مختلفة.تعلق إيف بأصدقائه الجزائرين الصغار، الذي كانوا يقضون جل يومهم في الشارع. ينتقلون من حي إلى آخر دون عقاب كالذي يتلقاه من أمه، التي كانت تحذره من تجاوز باب المنزل. تأثر الفرنسي الصغير برفاقه العرب رغم الأوقات القصيرة، التي كان يقضيها معهم. سحرته طريقتهم في معايدة أمهاتهم. كانوا يقضون الأسابيع الأخيرة قبل العيد في إعداد هدية ترسم السعادة على وجوه من أنجبوهم. بعضهم كان يحفظ آيات من القرآن ليتلوها على أمه صباح العيد، والبعض الآخر كان يرتجل القصائد الطويلة أمامهن. كان الوهرانيون الصغار الذين يقيمون بجوار منزله، يتسابقون على إسعاد أمهاتهم في صباح العيد بطرق واشكال مبتكره. أعجبته العباءة التي صممها صديقه عبد القادر لأمه. كان يسبح فيها اسمها على شكل سمكة مبتسمة تقفز عاليا. أحب إيف الفكرة، ولا سيما أنه يتقاسم مع صديقه موهبة الرسم. رأى أن يقوم بتجربة مماثلة. صنع إيف لأمه قميصا بلون الليل، يسطع فيه أول حروف اسم أمه كنجمة، بمساعدة عبد القادر. قدمه لها كهدية. استقبلت أمه هذا القميص بتقدير بالغ. طلبت منه منذ ذلك اليوم أن يختار ملابسها وشقيقتيه. أحست أنه يملك ذائقة أخاذة. ساعدته لاحقا على الانتقال إلى فرنسا للالتحاق بمعهد دي لا كوتور للأزياء في باريس. هناك تعرف على مايكل دي برونهوف، محرر الطبعة الفرنسية لمجلة “فوج”، الذي قدمة لكريستيان ديور، صاحب دار الأزياء الشهيرة. فتح له ديور أبواب داره والمجد. صمم إيف في عام 1959 فستان فرح بهلوي، زوجة الشاه الإيراني، رضا بهلوي، عندما كانت طالبة هندسة معمارية في باريس.


استقل لاحقا عن ديور، وافتتح دارا باسمه عام 1962، كانت امتدادا لنجاحاته السابقة. أصبح اسم إيف سان لوران، علامة تجارية شهيرة هي الأخرى حظيت بشعبية متزايدة حتى يومنا هذا. وظل إيف سان لوران يرسل في كل عيد فطر إلى صديقه عبد القادر، الذي ألهمه وساعده، مجموعة فاخرة من منتجاته امتنانا لما قام به تجاهه. يعتقد إيف أنه لولا مشاهدته صديقه وهو يقوم بتصميم عباءة أمه قبيل العيد عندما كان صغيرا، لربما صار في أفضل الأحوال رساما. لكن تلك العباءة جعلته يفتح عينيه على عالم ساحر نقله من حياة إلى أخرى.



نملك كعرب ماضيا جميلا كان مصدرا للإلهام. لكننا تخلينا عن هذه العفوية في العيد وجميع مناسباتنا. استبدلناها بالاهتمام بالماديات والانجراف وراء القشور. علمنا الأطفال ارتداء أغلى العلامات في العيد، ولم نعلمهم رسم ابتسامة على وجوه أمهاتهم. هل فكرنا أن نستعيد قيمنا الجميلة؟ لمَ لا نستلهم من أطفال وهران أسلوبهم الفريد في الاحتفاء بأمهاتهم؛ لنحوله إلى عيد حقيقي يفخر فيه الآباء بأبنائهم، ويلهو الأطفال في ثناياه وهم يلبسون ملابس الزهو. جميل أن نغدق على أطفالنا بالهدايا في هذا الموسم، بيد أن الأجمل أن نهديهم قيمة العطاء التي تبذر ثقافة الإنتاج في دواخلهم. تذكروا أن هذه الهدية التي سنمحنها إياهم لن تنتهي صلاحيتها، بل سترافقهم طيلة حياتهم وتطرز مستقبلهم بالسعادة، ولنا في قميص أم إيف سان لوران عبرة. فلقد قلبت هدية صغيرة قدمها لأمه حياته رأسا على عقب. قدمت له فرصا لم يكن يحلم بها. فتحت له أبواب لم يكن يتخيل أن تشرع أمامه.
فلنبادر بإهداء أمهاتنا في هذا العيد القريب، ونعلم أطفالنا أن يحولوا هذه المناسبة من استهلاكية صرفة لإنتاجية أيضا، ليفوزوا بأجر وحياة أجمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: السبلة العامة-
انتقل الى: